طنجة (بالأمازيغية:
ⵜⴰⵏⵊⴰ) هي مدينة مغربية
تقع شمال المملكة المغربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يبلغ عدد سكانها 601065 نسمة، وفق الإحصاء العام للسكان والسكنى 2014، وهي بذلك سادس أكبر مدينة
في المغرب من حيث عدد السكان. تتميّز طنجة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط
والمحيط الأطلسي من جهة، وبين القارة الأوروبية والأفريقية من جهة أخرى. طنجة هي عاصمة
جهة طنجة تطوان الحسيمة وهي من أهمّ المدن في المغرب. وتعتبر المدينة واحدة من أهم
مراكز التجارة والصناعة في شمال أفريقيا كما تعد قطباً اقتصادياً مهمّا لكثرة مقار
المؤسسات والمقاولات، وأحد أهم المراكز السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية
بالمغرب. تاريخ مدينة طنجة غني جدا نظرا لكونها مركز التقاء للعديد من الحضارات المتوسطية.
فقد أُنشئت المدينة لتكون حاضرة أمازيغية و مرفأً فينيقياً خلال القرن الخامس قبل الميلاد.
و قد أثرت عدة حضارات متعاقبة على هذه المدينة بدأً باليونانيين وانتهاءً بالحضارة
الإسلامية.
من بين أهم المآثر التاريخية بمدينة طنجة الجامع الكبير
الجامع
الكبير
على مقربة من سوق
الداخل يتواجد الجامع الكبير. تم تحويله إلى كنيسة خلال فترة الاستعمار البرتغالي،
و بعد استرجاعه في سنة 1684م عرف عدة أعمال ترميم وتوسيع خلال الفترة العلوية. تتميز
هذه المعلمة ببهائها وغنى زخارفها، حيث استعملت فيها كل فنون الزخرفة من فسيفساء وزليج
وصباغة ونقش ونحت وكتابة على الخشب والجبس. يحتوي الجامع الكبير على بيت للصلاة مكون
من ثلاثة أروقة متوازية مع حائط القبلة وصحن محاط من كل جانب برواقين. و بذالك فهو
يعتبر نموذجا للمساجد العلوية المعروفة ببساطة هندستها.
ومن مميزات المسجد
الأعظم من بين سائر المساجد «موقعه في مدخل البلد من جهة المرسى ومن جهة الشاطئ وبالقرب
من وسط المدينة الذي هو السوق الداخلي لذلك لا تكاد تجده خاليا من المتوضئين والمصلين
وهي ميزة يغفل عنها كثير من الناس »، حسب العدد الأول من مجلة دعوة الحق.
مرت على الجامع فترة
كانت الدروس لا تنقطع فيها، إذ تعقد فيه أكثر من عشر حلقات يومية للفقه والنحو والبلاغة
والحديث والكلام والمنطق والأصول ، ومن أشهر خطبائه تاريخيا القاضي أبو البقاء خالد
العمري وكان أديبا شاعرا من فضلاء أهل طنجة وله خطبة في كتاب النبوغ المغربي.
وفي أيام الأزمة
السياسية التي كانت قائمة بين الوطنية المغربية وفرنسا أقيمت فيه عدة مهرجانات خطابية
وكان من جملة الذين خطبوا فيه حينذاك الأستاذ سعيد رمضان والسيد إنعام الله خان سكرتير
المؤتمر الإسلامي العام وهو باكستاني خطب بالإنجليزية، وقبل ذلك في عام 1947م خطب فيه
الملك الراحل محمد الخامس خطبة الجمعة..
وكان المسجد الأعظم
مقرا للحركة الوطنية فمنه «تنطلق المظاهرات الاحتجاجية ضد الاستعمار. وفيه تعقد الندوات،
حتى أخبار المجتمع من وفيات أو زواج أو بيع عقار أو أرض، يقع النداء على ذلك بباب المسجد
عقب صلاة الجمعة. ومئذنة المسجد الأعظم هي العمدة عند سكان المدينة في تحديد أوقات
الصلاة والإفطار والسحور في شهر رمضان، لأن الموقت الرسمي للمدينة لا يكون إلا به وينتخب
عادة من المدققين في علم التوقيت»، كما جاء في مقال للأستاذ عبد الصمد العشاب حول
«مائة سنة من تاريخ المنشآت الحبسية بطنجة نماذج من أحباس مدينة طنجة منذ القرن الثاني
عشر الهجري».
وكانت الأحباس منوعة
ما بين أراض فلاحية وعقار للاستثمار ومراكز تجارية وكتب علمية وآلات فلكية.
وعندما تأسس به أول
معهد إسلامي سنة 1947م كان الطلبة النظاميون يتقاضون منحاً نقدية كل شهر من ميزانية
أحباسه، بالإضافة إلى الخبزة اليومية.
وقال الراحل عبد
الله كنون حول تصميم المسجد « إن طبيعة تصميمه البنائي لها أثر في الجو الممتع الذي
يمتاز به فهذه الأقواس الواسعة والسواري الضخمة والسقف الضارب في الارتفاع جهده كلها
عوامل لانشراح الخاطر وانبساح النظر لأنها توحي بالعظمة والضخامة وإن كانت رقعة المسجد
إلى حد محدود. وفي الباب البحرية نافذة تقع في مقابلة الجدار الجنوبي من البلاط الذي
يلي الباب الجنوبية التي تركت الآن وكم كان يلذ لي أن أجلس إلى هذا الجدار بعد صلاة
المغرب وأثناء قراءة الحزب مقابل تلك النافذة لأني أشاهد منها البحر والشاطئ الأوربي
في اسبانيا حين يدور مصباح المنار في مدينة طريف فيرسل بضوئه إلى السفن المارة ببحر
الزقاق وأظن أن هذه متعة لا توجد في أي مسجد من مساجد الأرض».
0 التعليقات:
إرسال تعليق