الأحد، 22 ديسمبر 2013

الصديقات الثلاث

سَلوى تجلس جوارَ فاطمة على  المِقعدِ نفسِهِ بالقسم، كلٌّ منهما تحبُّ صديقتَها وتتبادل معها الزِّيارات بين الحِين والآخَر، لذا لاحظت التلميذات تلك الصَّداقة القوية .
سعاد لاحظت تلك العلاقةَ الوطيدةَ بين فاطمة وسلوى وبدأتِ الغيرةُ تَدِبُّ في قلبها، لماذا لا تُفسد هذه العلاقةَ الجميلةَ وتزرعُ الخصامَ والبُغْضَ بدلاً من التفاهم والحبِّ.
بدأتْ سعاد تُنفِّذ خطَّتها وقامتْ خِلْسَةً وأخذت قلمَ سلوى ووضعَتْه في محفظة فاطمة وقت الاستراحة، وحِينَ عادتْ سلوى بحثت عن قلمِها كثيرًا ولكنَّها لم تجدْه، وما أن فتحتْ فاطمةُ محفظتَها حتَّى فُوجِئَت بقلمِ سلوى فبادرت بتقديمِه لها وهي تقول في ذهولٍ: صدِّقيني لا أعلم كيف انتقل لمحفظتي.
ربَّتت سلوى على كتفِ صديقتها فاطمة وهي تقول مبتسمةً: لا بأسَ يا صديقتي.. جَلَّ مَنْ لا يَسْهُو.
شعرت سعاد بالضِّيقِ الشَّديد فقد كانت تظنُّ أنَّ سلوى ستُخاصم فاطمةَ للأبد، ولكنَّ هذا لم يحدُث، ماذا تفعل لتنجحَ في خطَّتها، وبينما هي غارقةٌ في تفكيرِها الشِّرِّير إذا بسلوى تقترب منها ومعها فاطمة، بادرَتْها سلوى قائلة: سعاد.. هل عرفتِ أنَّ المسجدَ القريبَ مِن دارِكم بدأ دورةً جديدةً لتحفيظِ القرآن الكريم؟
ارتبكتْ سعاد من تلك المفاجأةِ غيرِ المتوقَّعة وتَلَعْثَمَتْ وهي تُجيبها قائلةً: لا.. لا أعرف.
ربَّتت فاطمة على كتفها قائلةً: مِن واجبنا عليك بِصِفَتِكِ صديقةً عزيزةً أن نُخبرك.. سننضمُّ أنا وسلوى لدورةِ تحفيظ القرآن وكنَّا نتمنى لو تنضمِّين إلينا.
ارتسمتْ علاماتُ السَّعادةِ على وجه سعاد وهي تقول: أنا!!
احتضنتْها سلوى وهي تقول: طبعاً أنتِ.. هل نسيتِ أنَّك صديقتُنا العزيزةُ وأختُنا الغاليةُ.
دَمَعَتْ عينا سعاد وهي تتذكَّر الموقفَ الذي فعلتْه منذُ قليلٍ ولم تحتمِلْ أن تُخْفِيَ الأمرَ أكثرَ من هذا لذا صارحتْ سلوى بما حدث منها، المفاجأةُ أنَّ سلوى قبِلت اعتذارَها ورحَّبت بصداقتها ومنذ تلك اللحظة أصبحنَ ثلاثِ صديقاتٍ لا يُفارقن بعضهُنَّ أبدًا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق