هجرة المسلمين الأولى

مشاركة التلميذ عبد الله السفياني:

عرف العالم تغيرا جذريا بعد هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة حيث بدأ التأسيس لدولة الإسلام تحت إشراف الرسول صلى الله عليه و سلم، فما أسباب الهجرة؟ و كيف مرت؟

لقد كانت شبه الجزيرة العربية و هي موطن الرسول صلى الله عليه و سلم قبل بعثته تعج بالشرك، فلما أوحى الله إلى نبيه عن طريق جبريل عليه السلام بالجهر بالدعوة، و بدأ الناس يدخلون في دين الإسلام و يتخلون عن الخرافات و المعتقدات الباطلة، أصبحوا معرضين للأذى و الشتم من طرف المشركين، فكان عامة الصحابة يخفون إسلامهم و عبادتهم و اجتماعاتهم، أما الرسول صلى الله عليه و سلم فكان يجهر بالدعوة و العبادة بين ظهراني المشركين، لا يصرفه عن ذلك شيء، و لكم كان يجتمع مع المسلمين سرا في دار الأرقم لصالحهم و صالح الإسلام، و كانت بداية الاعتداءات في أواخر السنة الرابعة من النبوة، ثم لم تزل تشتد يوما فيوما و شهرا فشهرا، حتى بلغت ذروتها في وسط السنة الخامسة للنبوة، و أخذ المسلمون يفكرون في حيلة تنجيهم من هذا العذاب الأليم، فنزلت سورة الزمر تعلن أن أرض الله ليست ضيقة و تشير إلى الهجرة، "للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة و أرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"(الزمر).

و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد علم أن أصحمة النجاشي ملك الحبشة ملك عادل، لا يظلم عنده أحد فأمر المسلمين أن يهاجروا إليها فرارا من الفتن، لكن أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم لم يسلموا من متابعة المشركين لهم.